العوامل التي تزيد نسبة داء الأمعاء الالتهابي

حدث تطور هائل في السنوات الماضية لمعرفة العوامل أو مسببات لمرض داء الأمعاء الالتهابي (الكرونز والقولون التقرحي)  

وبالرغم من حدوث طفرة وتطور في معرفة الأسباب ولكن يظل السبب الرئيسي ‏ في حدوث المرض غير معروف فهناك عدة نظريات

الأكثر تقبلا طبيا هي أن المرض يحدث نتيجة تهيج في الجهاز المناعي  بسبب عدة عوامل بيئية عند اشخاص مهيئين وراثيا  او جينيا مما ينتج عنه المرض

فالمرض لم يكن معروفا ‏قبل القرن التاسع عشر وبدأ بالظهور في أوائل القرن العشرين وقد تم تشخيصه في الدول الغربية وخاصة الصناعية مع بداية الطفرة الصناعية والتطور وبمرور الوقت مع اواخر القرن العشرين انتشر المرضبصورة أكبر في الدول حديثة التقدم الصناعي ومنها منطقتنا العربية وخاصة ‏المملكة العربية السعودية والخليج

و أصبح جليا أن المسبب للمرض ليسا عامل واحد بل عدة عوامل تتداخل وتتفاعل مع بعضها البعض

الرياضة وجودة حياة مرضى داء الأمعاء الإلتهابي :

توصلت الأبحاث والدراسات إلى أن ممارسة نشاط رياضي معتدل من الممكن أن يضيف إيجابية إلى حياة مريض داء الأمعاء الإلتهابي

وكان من بين هذه التجارب العملية خضوع مجموعة من الأشخاص المصابين الذين يمارسون خطة رياضة معتدلة من المشي ثلاث مرات في الأسبوع

وتم مقارنتهم بمجموعة أخرى لم يقوموا بتغيير نمط حياتهم حيث لاحظت المجموعة الأولى تحسناً في الأعراض وتحسناً في جودة حياتهم بشكل عام

أولا العوامل الوراثية :

كل يوم يكتشف جينا جديدا  له علاقة بمرض داء الأمعاء التهابي سوي الكرونز أم القولون التقرحي حتى وصلت إلى ما يقرب 200 جينا حتى الان

ويعتقد أن هذه العوامل الجينية قد تنتقل بين الأجيال وتتفاعل مع العوامل البيئية

مما يؤدي الي حدوث خلل في الجهاز المناعي وينتج عنه المرض

و مما لا شك فيه فان  نظرية العامل الوراثي اوالجيني اثبتتها الدراسات

حيث وجد أن إذا كان احد من العائلة مصاب تزيد ‏نسبة الإصابة بحوالي 5%  وإذا كان  أحد الوالدين مصاب فإن حدوثها عند الأبناء  تزيد بنسبة 3- 10%    وتزيد الى 30 % إذا كان كلا الأبوين مصابان بالمرض

وأما الدراسات عن التوائم المتشابهة فإننسبة حدوث المرض تصل الى 70 % إذا كان احدهم مصاب

 تتحكم العوامل الجينية أيضا في تحديد مكان اصابه المرض في الأمعاء عند مرضى الكرون  وشدته ونمط المرض

 حيث أثبتت الدراسات أن اعتلال‏ جيني ما   في بعض المرضى يزيد من نسبة انسدادات الأمعاء

او يكون سببا لحدوث نواسير شرجية عند مرضى الكرونز أو شدة المرض أو إصابة القولون كاملا عند مرضى القولون التقرحي

ثانيا العوامل المناعية :

أثبتت الدراسات حدوث إستثارة وتهيج غير منضبط  في الجهاز المناعي مما ينتج إفراز بعض الجزيئات التي تحدث ‏تفاعلات في جدار الأمعاء وينتج عنها تغيرات في انسجة الأمعاء

هذه التغيرات تؤدي إلى الإلتهاب وحدوث الاعراض المصاحبة للمرض منها إسهال و نزيف وانسداداتو غيرها وهذه التفاعلات  المناعية تصبح متواصلة وغير منضبطة محدثة زيادة في إفرازات جزيئات أخرى التي تزيد من نشاط المرض تباعا

ثالثا العوامل البيئية :

المرض كان بالأساس مرض يصيب الغرب والدول الصناعية ولكن مع حدوث الطفرة الصناعية والتطور في كل أنحاء العالم بدأنا نرى المرض شرقا وغربا وانتشاره بهذا الشكل علامة واضحة على الدور المهم للعوامل البيئية والتي سوف اشرحها هنا بالتفصيل أكثر

  • التدخين

 ‏أثبتت الدراسات أن التدخين يزيد من نسبة حدوث المرض وخاصة عند مرضى الكرون, والاستمرار في التدخين أو التدخين السلبي يزيد من حدوث مضاعفات الكرون ويقلل من الاستجابة للعلاج و يزيد من حدوث انتكاسات متكررة للمرض

الوضع مختلف بالنسبة للقولون التقرحي حيث أن الإصابة بالمرض تزيد  في غير المدخنين ,و إذا كان المريض مدخنا وأقلع عن التدخين فهولاء  عرضى للتقرحي اكثر من غيرهم 

وعاده يكون المرض من الدرجة الشديدة والسبب وراء ذلك غير معروف لماذا التدخين يزيد من الكرون  

هناك عدة نظريات منها  تأثير مادة التبغ على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء القولون و اعتلالها

  • الهجرة

    أثبتت الدراسات ان حدوث المرض عند الجيل الثاني ممن هاجروا إلى دول أوربية أكثرمن قرنائهم  من  سكان البلد الأصليين

    فهناك دراسات من الهند أثبتت أن من هاجروا الى إنجلترا كانت نسبة حدوث المرض عند أولادهم مشابهة إلى نسبة حدوثها في إنجلترا والتي هي مرتفعة عن بلدهم الأم الهند

    وكذلك دراسات  عن المهاجرين الآسيويين الى كندا كانت نسبة حدوث المرض أعلى لديهم

    ولم تكن النسبة مرتفعة فقط ولكن طبيعة المرض كانت أشد وحدثت في سن أصغر عندهؤلاء المهاجرين

    مما يؤكد تأثير العامل البيئي والحداثة وخاصة اذا تعرض لها الشخص في السنوات الأولى من العمر

  • التغذية

    النظام الغذائي ليس السبب الوحيد في الإصابة بمرض الأمعاء الالتهابي

    ولا يوجد نوع واحد من الطعام أو الشراب يزيد من حدة الأعراض او ظهورها  لدى جميع الأشخاص

    ولكن بعض الأطعمة قد تثير أعراض المرض أو تجعلها أكثر حدة،

    الغذاء عامل مهم من مسببات المرض ونمط الغذاء الغربي مما يحويه من أغذية عالية المحتوى في  السكريات والدهون المشبعة

    ما زال أحد النظريات التي تساعد في حدوث المرض

    فذلك النوع من الغذاء له تأثير مباشر في اعتلال البكتيريا النافعة في الأمعاء ومن ثم استثاره الجهاز المناعي

    و حديثأ وجد أن غذاء دول البحر المتوسط الذي يحتوي بكثرة على زيت الزيتون والألياف و أن تناول الفواكة والخضروات بكثره تقي من حدوث المرض

    في حين أن الغذاء المليئ بالدهون و السكريات يزيد منه لذلك أغلب الاطباء ينصحون مرضاهم بتنوع الغذاء الصحي الغني بالفواكة والخضروات وزيت الزيتون

    لما له أثر إيجابي على الصحة بشكل عام وعلى المرض بشكل خاص و التوازن السليم في الأكل وعدم الإفراط في السكريات والدهون المشبعة

  • اعتلال البكترياالنافعة

    هي احد نظريات حدوث المرض والتي حديثا أصبح ‏لها اهتمام كبير من الباحثين في مسببات المرض لما لها دور كبير في حدوثه

    فالنظريات الأولى كانت تربط  حدوث المرض ببعض البكتريا المشابهة للدرن

    مما دفع أطباء  الجهاز الهضمي  في باديء الامر لأعطاء المرضي أدوية الدرن لعلاج الكرونز

    ولكن الدراسات الحديثة لم تثبت علميا أنها عامل مؤثر

    ولم يلاحظ تحكم في المرض او شفاء منه بعد العلاج بمضادات للدرن او البكتيريا

    في الدراسات الحديثة وجدت بعد الفحص الجيني والدقيق اللبراز إرتباط لمرضى داء الامعاء التهابي بزيادة بعض البكتيريا الضارة

    مثل إي كلاوي وغيرها وقلة البكتيريا النافعة بالمقارنة بالأشخاص الأصحاء

  • اعتلال البكتريا النافعة

    هي احد نظريات حدوث المرض والتي حديثا أصبح ‏لها اهتمام كبير من الباحثين في مسببات المرض لما لها دور كبير في حدوثه

    فالنظريات الأولى كانت تربط  حدوث المرض ببعض البكتريا المشابهة للدرن

    مما دفع أطباء  الجهاز الهضمي  في باديء الامر لأعطاء المرضي أدوية الدرن لعلاج الكرونز

    ولكن الدراسات الحديثة لم تثبت علميا أنها عامل مؤثر

    ولم يلاحظ تحكم في المرض او شفاء منه بعد العلاج بمضادات للدرن او البكتيريا

    في الدراسات الحديثة وجدت بعد الفحص الجيني والدقيق اللبراز إرتباط لمرضى داء الامعاء التهابي بزيادة بعض البكتيريا الضارة

    مثل إي كلاوي وغيرها وقلة البكتيريا النافعة بالمقارنة بالأشخاص الأصحاء

     وعند مرض الكرونز   تم عزل جزيئات من بكتيريا إي كولاي و بعض الميكروبات الأخرى

     ولكن يظل  المرض ليس مرض بكتيري في الأساس أو عدوى بكتيرية ولكن اعتلال البكتريا في جدار الأمعاء

    وخاصة نقص البكتيريا النافعة بعد تأثيرات خارجية من طعام وتدخين وخلافه مما أدي إلى إستثارة الجهاز المناعي

    و منها حدوث المرض ولكن نحن بحاجة إلى دراسات أكثر ومعرفة أدق في هذا المجال

    حيث انه لازال غير معلوم  تأثير بعض الفيروسات  والفطريات على المرض وما زال هناك مجال واسع ‏للبحث

  • العوامل النفسية

    العامل النفسي يؤثر على وظيفة الأمعاء المناعية والفسيولوجية بشكل عام و قد إرتبط العامل النفسي في بعض الدراسات

    بشكل كبيرعلى حدوث انتكاسات في المرض اكثر من كونه مسببا له

  • التهاب الزائدة الدودية

    هناك دراسات كثيرة عن علاقة استئصال الزائدة الدودية ومرض الكرونز

    حيث وجد وقد أنها تزيد من احتمالية حدوث المرض عند الأشخاص الذين لديهم تاريخ جراحي و استأصلوا الزائدة الدودية

    ولكن أثبتت الدراسات الحديثة اذا كان الاستئصال  في عمر ما قبل 10 سنوات

    فإن حدوث المرض تقل بنسبة كبيرة عن الأشخاص الطبيعية ولكن السبب لذلك غير معروف حتى الآن

     و لكن الامر يختلف عند القولون التقرحي فالعلاقة عكسية والسبب أيضا غير معروف

    ولكن بعض النظريات أثبتت أن الزائدة الدودية  لها فائدة  في تنظيم البكتريا النافعة و تقليل وصول البكتريا الضارة للامعاء الدقيقة 

  • الأدوية والرضاعة الطبيعية

     وجدأن بعض الأدوية و استعمالها  يتلازم مع ظهور المرض كأدوية مسكنات الآم المفاصل والصداع والمضادات الحيوية

    إذا استخدمت في سن مبكر

    وحبوب منع الحمل عند النساء

    والسبب يحمل نفس النظرية وهي اعتلال  البكتيريا النافعة وعدم توازنها بسبب الأدوية

    ونقص مادة البروستجلاندين والتي لها وظيفة مهمة في الجهاز المناعي للأمعاء

    .أما الرضاعة الطبيعية فهي تقوي جهاز المناعة للطفل

    واثبتت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تقلل من حدوث المرض

وفي الختام الحديث عن العوامل المسببة محفوف بالدراسات المتضاربة وغير الدقيقة

حيث أن الدراسات التي قدتثبت علاقة مسبب من عدمه دراسات صعبه وشاقة

وتحتاج الى متابعة وملاحظة دقيقة من المرضى والطبيب والتي سيتبين من الجهود والمتابعة لذلك

ما زال أمامنا وقت طويل لمعرفة كافه المسببات والعوامل وعلاقتها المباشرة بالمرض لفهم

أكثر  لطبيعة المرض وأسبابه والتي تساعد في الوصول الى العلاج القوي والفعال

و الشافي بإذن الله

المصادر

Ponder A and Long MD. A clinical review of recent findings in the epidemiology of inflammatory bowel disease. Clin Epidemiol 2013; 5: 237-247.

Kugathasan S, Judd RH, Hoffmann RG, Heikenen J, Telega G, Khan F, Weisdorf-Schindele S, San Pablo W Jr, Perrault J, Park R, Yaffe M, Brown C, Rivera-Bennett MT, Halabi I, Martinez A, Blank E, Werlin SL, Rudolph CD, Binion DG and Wisconsin Pediatric Inflammatory Bowel Disease A. Epidemiologic and clinical characteristics of children with newly diagnosed inflammatory bowel disease in Wisconsin: a statewide population-based study. J Pediatr 2003; 143: 525-531.

 Henderson P, Hansen R, Cameron FL, Gerasimidis K, Rogers P, Bisset WM, Reynish EL, Drummond HE, Anderson NH, Van Limbergen J, Russell RK, Satsangi J and Wilson DC. Rising incidence of pediatric inflammatory bowel disease in Scotland. Inflamm Bowel Dis 2012; 18: 999-1005.

Probert CS, Jayanthi V, Pinder D, Wicks AC and Mayberry JF. Epidemiological study of ulcerative proctocolitis in Indian migrants and the indigenous population of Leicestershire. Gut 1992; 33: 687-693.

 

Probert CS, Jayanthi V, Hughes AO, Thompson JR, Wicks AC and Mayberry JF. Prevalence and family risk of ulcerative colitis and Crohn’s disease: an epidemiological study among Europeans and south Asians in Leicestershire. Gut 1993; 34: 1547-1551.

د. نهلة عزام

إستشارية الجهاز الهضمي
أستاذ مشارك جامعة الملك سعود
عضو الجمعية السعودية للجهاز الهضمي

مشاركة:

Facebook
Twitter
WhatsApp

مقالات أخرى

شاركنا برسالة

أشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

Subscription Form