أمراض التهاب الأمعاء والعوامل النفسية

تشيع الاضطرابات المزاجية مثل القلق والاكتئاب لدى المرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء (IBD)، وتؤثر سلباً على نوعية حياتهم ومسار المرض. ويتيح وجود فريق متكامل متعدد التخصصات لمرضى التهاب الأمعاء (IBD)، والذي يتضمَّن الحصول على رأي متخصص في علم النفس والطب النفسي، إمكانية التعرف على الاضطرابات النفسية لدى مرضى التهاب الأمعاء الملتهب ومعالجتها على الفور.

هل يمكن أن يسبب التوتر والقلق التهاب القولون التقرحي ومرض كرون؟

لا يوجد دليل على ذلك، فمرض الأمعاء الالتهابي (IBD) هو مرض بيولوجي؛ يمكن أن يغير التوتر والقلق شعور المرضى بمرضهم، لكنهما لا يسببان أيًا من المرضين.

هل بعض أنواع السمات الشخصية أكثر عرضة للإصابة بمرض الأمعاء الالتهابي (IBD)؟

لا، كان منذ سنوات عديدة يُعتقد أن داء الأمعاء الالتهابي هو جزء من مجموعة من الحالات الطبية التي ترتبط بالسمات الشخصية، لكن المسلّم به الآن أنه لا توجد سمات شخصية تجعل الشخص عرضة للإصابة بمرض الأمعاء الالتهابي.

هل تلعب العوامل النفسية أي دور في مسار مرض الأمعاء الالتهابي؟

يرتبط الجسم والعقل بالعديد من الطرق المعقدة، وقد لوحظ أنه في أوقات الإجهاد الجسدي أو العاطفي، ربما يعاني المرضى من أعراض، مثل زيادة آلام البطن أو الإسهال، ومع ذلك فيجب التمييز بعناية بين هذه الأعراض وأعراض مرض الأمعاء الالتهابي الذي لا يستند إلى الناحية العاطفية.

حيث إن أعراض الكثير من الأمراض (حتى تلك التي ليس لها سبب بيولوجي معروف) يمكن أن تزداد سوءًا في المواقف العصيبة.

هل يمكن لأعراض مرض الأمعاء الالتهابي مثل الألم الشديد والإسهال المزمن أن تسبب مشاكل نفسية؟

نعم يمكن ذلك، ولكن يختلف الأشخاص في التأقلم مع المرض الجسدي، فيمكن لبعض الأشخاص التأقلم مع المرض الشديد دون رد فعل عاطفي غير عادي، بينما يعاني أفراد آخرون من اضطرابات عاطفية شديدة عندما يصابون بمرض مزمن مثل مرض الأمعاء الالتهابي.

هل هناك ما يبرر شعور المرضى بالذنب لأنهم جلبوا المرض لأنفسهم، وبالتالي تسببوا في مشاكل لأنفسهم وعائلاتهم؟

لا على الإطلاق، لكن قد ينجم الشعور بالذنب عن اعتقاد المريض أن مرض الأمعاء الالتهابي سببه شيء ما فَعَلَهُ هو، ومع ذلك فهذا غير صحيح، ولا يوجد شيء كان بإمكانهم القيام به أو تجنبه لمنع الإصابة بهذا المرض، ولذا فإن الشعور بالذنب غير مبرر على الإطلاق.

ما هي أفضل طريقة للتعامل مع الخوف من تفاقم المرض؟

إن أفضل طريقة للتعامل مع مرض الأمعاء الالتهابي هو البحث عن علاج فعال، وكذلك الدعم من أخصائي الصحة النفسية حسب الحاجة، ويعتمد نوع الأدوية التي سيحتاجها المريض على نوع المرض وشدته، ومن ثَمَّ فإن هناك حاجة إلى علاقة وثيقة مع طبيب متخصص في علاج داء الأمعاء الالتهابي.

كيف يمكن التعامل مع نوبات الغازات أو الإسهال أو الألم في الأماكن العامة؟

من المهم جداً التحدث مع الطبيب إذا كنت تعاني من مشاكل عند مغادرة منزلك أو الذهاب إلى مكان عام، فغالباً ما يكون لديهم إستراتيجيات لمساعدتك كما ساعدوا العديد من المرضى الآخرين قبل في مثل حالتك.

من الأمور المهمة هو التخطيط لمسار رحلتك مسبقًا، كن عملياً جداً: تعرف على أماكن وجود الحمامات في المطاعم أو مناطق التسوق أو في الرحلات أو وسائل النقل العام، احمل دائمًا ملابس داخلية إضافية أو مناديل حمام في حالة الحاجة المفاجئة، كما أن معرفة المزيد عن كيفية تفاعل جسمك مع أنواع الطعام المختلفة قد يساعدك كثيراً.

ما هي أنواع الأدوية الموصي بها للتغلب على أي صعوبات نفسية قد تحدث في المصابين بمرض الأمعاء الالتهابي المعوي؟

لا حاجة للأدوية بشكل عام لعلاج الاضطرابات النفسية المرتبطة بنوبة محدودة من مرض التهاب الأمعاء، ومع ذلك فمن المهم التحدث إلى فريق الرعاية الصحية الخاص بك، بما في ذلك أخصائي الصحة النفسية إذا كنت تعاني من أعراض نفسية شديدة.

في حين أنه لا حاجة للأدوية النفسية في أغلب الأوقات، إلا أن بعض المرضى قد توصف لهم أدوية حسب حالتهم لفترة وجيزة، تستخدم إما للأعراض الحادة للاكتئاب أو للسيطرة على الألم المزمن الناتج عن المرض.

هل يُنصح باستشارة الطبيب النفسي للأشخاص المصابين بمرض الأمعاء الالتهابي؟

في كثير من الأحيان، لا يحتاج المرضى الذين يعانون من القلق والردود النفسية المترتبة على مرض الأمعاء الالتهابي إلى استشارة نفسية، حيث يمكن للأطباء الذين لديهم خبرة في مرض الأمعاء الالتهابي تقديم المساعدة، بما في ذلك الدعم النفسي الضروري، ومع ذلك فيمكن أن تكون الإحالة إلى طبيب نفسي مفيداً للمرضى الذين يعانون من اضطراب نفسي شديد أو الذين يتوقون إلى إيجاد طرق أكثر فعالية للتعامل مع مرضهم.

كيف يمكنني التحكم في حياتي؟

بدعم من أخصائيي الرعاية الصحية والأصدقاء والعائلة، ومع العلاج المناسب.

يعد اتباع نصيحة طبيبك بشأن العلاج السريري أمرًا بالغ الأهمية للتكيف مع مرضك. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من إستراتيجيات التأقلم يمكن أن تساعدك على التحكم في حالتك بشكل أفضل، وتميل هذه الأساليب إلى خفض مستويات التوتر وتحسين الأداء اليومي، مثل: المشاركة في مجموعة دعم، والتعليم، وحل المشكلات وإعادة التقييم الإيجابي للتجارب المزعجة.

مما لا شك فيه أن التعايش مع مرض مزمن يمكن أن يشكل العديد من التحديات، ولكن من المهم بنفس القدر أن تتذكر أن معظم الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء الالتهابي يعيشون حياة كاملة، وعلى الرغم من مرضهم: فهم يذهبون إلى المدرسة ويعملون ويربون عائلات ويسافرون ويمارسون الرياضة.

من خلال تعلّم كل ما يمكنك تعلمه والعمل كفريق واحد مع عائلتك وأصدقائك وأخصائيي الرعاية الصحية، يمكنك أنت أيضاً أن تتولى تحمل مسؤولية مرضك والاستمتاع بكل ما تقدمه لك الحياة.

المصادر

*https://www.crohnscolitisfoundation.org/blog/mental-health-invisible-driver-ibd-cost-care

*https://www.crohnscolitisfoundation.org/sites/default/files/2023-05/EmotionalFactors2023.pdf

*https://www.crohnscolitisfoundation.org/science-and-professionals/patient-resources/patient-brochures

*Bisgaard TH, Allin KH, Elmahdi R, Jess T. The bidirectional risk of inflammatory bowel disease and anxiety or depression: A systematic review and meta-analysis. Gen Hosp Psychiatry. 2023 May 5;83:109-116. doi: 10.1016/j.genhosppsych.2023.05.002. Epub ahead of print. PMID: 37172544.

*Sciberras M, Karmiris K, Nascimento C, Tabone T, Nikolaou P, Theodoropoulou A, Mula A, Goren I, Yanai H, Amir H, Mantzaris GJ, Georgiadi T, Foteinogiannopoulou K, Koutroubakis I, Allocca M, Fiorino G, Furfaro F, Katsanos K, Fousekis F, Michalopoulos G, Camilleri L, Torres J, Ellul P. Mental Health, Work Presenteeism, and Exercise in Inflammatory Bowel Disease. J Crohns Colitis. 2022 Aug 30;16(8):1197-1201. doi: 10.1093/ecco-jcc/jjac037. PMID: 35239962.

*Eugenicos MP, Ferreira NB. Psychological factors associated with inflammatory bowel disease. Br Med Bull. 2021 Jun 10;138(1):16-28. doi: 10.1093/bmb/ldab010. PMID: 34057462; PMCID: PMC8361235.

محمد سعود السليمي

إستشاري باطنة وجهاز هضمي وكبد
الزمالة الكندية في الأمراض العصبيه الهضمية وحركية الأمعاء
رئيس وحدة المناظير في مستشفى الملك سعود، عنيزة - القصيم

    أشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

    Subscription Form