أمراض التهاب الامعاء و العوامل النفسية

woman, face, bullying-2696408.jpg

إن وحدة الروح (النفس) والجسد فكرة مقبولة لدى جميع شرائح المجتمع، بمن فيهم علماء النفس والفلسفة، وأن أي تغير ومرض عضوي يصحبه تغير نفسي والعكس بالعكس،  فهناك علاقة وطيدة ومباشرة بين الضغوطات النفسية والأمراض العضوية

هذا ما سوف نناقشه في الاسئلة التالية

 

هل يمكن أن يسبب التوتر والقلق أمراض التهاب الامعاء ؟

لا يوجد دليل على ذلك , مرض التهاب الأمعاء هو مرض بيولوجي ,و التوتر والقلق يمكن يؤثر على المرضى الذين يعانون من مثل هذه الأمراض لكن لا يسببه

هل بعض أنواع الشخصية أكثر عرضة لأمراض التهاب الامعاء ؟

لا ، لأن السبب الكامن هو البيولوجي، وليس العاطفي، و بالعلاج الطبي فقط يمكن السيطرة على المرض نفسه

هل العوامل العاطفية تلعب أي دور في أمراض التهاب الامعاء ؟

الجسم والعقل لا ينفصلان ومترابطان بطرق عديدة ومعقدة ، وهو أمر معترف به الآن في الطب , وقد لوحظ أنه في بعض الأحيان من الإجهاد البدني أو العاطفي يواجه المرضى  اشتعال و نشاط  في الأعراض، مثل زيادة آلام في البطن أو الإسهال و هذا يتعلق بالتغيرات في وظائف فسيولوجية الجهاز الهضمي، وانخفاض المقاومة للالتهاب، بدلا من زيادة الالتهاب

و هذه الآثار ينبغي فصلها بعناية من السبب الرئيسي للمرض، والتي لا تستند عاطفيا ، حتى تلك الامراض التي ليس لها سبب بيولوجي معروف، يمكن أن تزداد سوءا في المواقف العصيبة. هناك بعض البيانات التي تبين أن المرضى الذين يعانون من كرون و الذين لديهم أيضا بعض الظروف النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، قد يكون لديهم درجه متطورة من المرض . وكذاك ، قد أظهرت بعض الدراسات الصغيرة أن المرضى الذين يعانون من أعراض الاكتئاب قد يكون أكثر عرضه  لنشاط للمرض.

هل يمكن لأعراض أمراض التهاب الامعاء ، مثل الألم الحاد والإسهال المزمن ، أن يسبب صعوبات عاطفية؟

في الواقع نعم , الأشخاص مختلفون في التعامل مع الأمراض الجسدية. يمكن لبعض الناس التعامل مع مرض شديد دون رد فعل عاطفي  , ويتعرض الأفراد الآخرون لضائقة عاطفية عندما يتعرضون لأمراض عضوية بسيطة .

ما هي بعض ردود الأفراد مع أمراض التهاب الامعاء؟

ليس من المستغرب أن يجد بعض المرضى صعوبة في التعامل مع مرض خطير ومزمن، كمرض التهابات الأمعاء , وتشكل هذه الأمراض خطرا على نوعية حياتهم المتصلة بالصحة، بما في ذلك رفاههم البدني والعاطفي وأداءهم الاجتماعي، وحتى مفاهيمهم الذاتية

 في هذه الحالات، قد يكون للأفراد ردود فعل عاطفية تشمل القلق والاكتئاب و هذه ردود الفعل تشكل استجابة للمرض وليست اسبابه. ومن ثم فمن المهم للمريض العمل على طرق تحسين الاستجابة النفسية. وهذه يمكن أن تتم بشكل فردي أو مع العائلة أو الأصدقاء، اوطبيب المريض، أو أخصائي الصحة النفسية  العديد من الاستراتيجيات المختلفة يمكن استخدامها لمساعدة المرضى على التعامل مع المرض وكذلك الأعراض النفسية، وذلك يتم  بالمشورة والعلاجات مثل العلاج السلوكي المعرفي وفي حالات معينه بالأدوية

هل هناك مبرر بالشعور بالذنب لمرضى التهاب الامعاء أنهم جلبوا المرض لأنفسهم ؟

لا ، مشاعر الذنب قد تنتج عن تفكير المريض أن المرض  سببه شيء فعلوه , وهذا  ليس صحيحا، وليس هناك شيء يمكن أن يكون قد فعله أو كان يمكن تجنب القيام به قد يمنع ذلك المرض. مشاعر الذنب لا مبرر لها

هل هنالك مبرر لأفراد الأسرة في الشعور بالذنب لأنهم جلبوا بطريقة ما المرض للمريض ؟

لا, كما ذكر أعلاه، لا من جانب المريض أو من جانب أي من أفراد الأسرة ، مثل الزوج أو الزوجة أو الطفل أو الوالد أو الأخ , وعلم الوراثة في كرون جدا معقد وحتى الأطفال الذين لديهم أحد الوالدين مع مرض التهاب الأمعاء فقط لديهم خطر مدى الحياة 5-7٪ 

ما هي أفضل طريقة للتعامل مع الخوف من نشاط الأمراض؟

أفضل طريقة للتعامل هو السعي للحصول على علاج فعال.  نوعية العلاج التي يحتاجها المرضى يعتمد على نوع وشدة المرض، وبالتالي، هناك حاجة إلى علاقة وثيقة مع الطبيب من ذوي الخبرة في المرض, وبالإضافة إلى ذلك، من المهم ندرك أن العلاقة الجيدة بين المريض والطبيب تجعل من الممكن التعامل بفعالية مع أي مضاعفات.

كيف تتعامل مع نشاط غازات البطن أو الإسهال أو الألم في مكان عام؟

من المهم جدا التحدث مع طبيبك إذا كنت تواجه مشاكل عند مغادرة من منزلك أو الذهاب إلى مكان عام, و في كثير من الأحيان، لديهم استراتيجيات لمساعدتك كما أنها ساعدت العديد من المرضى الآخرين في وضعك.  كن عملي اعرف أين تقع دورات المياه  في المطاعم، ومناطق التسوق أو أثناء استخدام وسائل النقل العام و دائما احمل غيارات اضافية في حالة الحاجة المفاجئة و  تعرف الى ما يتحسس منه جسمك من مجموعات غذائية معينة قد تودي الى نشاط المرض.

ما هي أنواع الأدوية الموصى بها للتعامل مع أي صعوبات نفسية قد تحدث ؟

بصوره عامه ليست هناك حاجة للأدوية من أجل الضائقة النفسية التي ترتبط مع نشاط المرض , ولكن  إذا كنت تعاني من أعراض نفسية كبيرة مثل الاكتئاب أو القلق، فمن المهم للغاية أن يتم التعامل معها على النحو المطلوب . وقد يتطلب  أدوية تهدف إلى علاج القلق أو الكآبة وطبيب المريض قد يتخذ هذا القرار، أو في بعض الأحيان، إحالة المريض إلى طبيب نفسي,  ومع ذلك، فإن علاج الاكتئاب أو القلق وحده لن تكون كافية للسيطرة على المرض، وسوف تكون هناك حاجة إلى الأدوية التي تهدف إلى السيطرة على الالتهاب.

هل ينصح الاستشارة النفسية للأشخاص الذين يعانون من أمراض التهاب الامعاء؟

لا في أغلب الأحيان، والأطباء الذين لديهم خبرة مع المرض قد يقدمون المساعدة ، بما في ذلك الدعم العاطفي الذي هو ضروري. وفي بعض الاحيان الإحالة الى طبيب نفسي يمكن أن تكون مفيدة.

كيف يمكن للمرء العثور على المعالج النفسي المناسب؟

يجب أن يكون الطبيب قادرا على مساعدتك في العثور على المعالج المناسب لك اذا لزم الامر و يستند هذا القرار إلى نوع العلاج المطلوب  (العلاج النفسي، والتدريب على الاسترخاء، والتشاور, الأدوية، وما إلى ذلك) .

ما هو التأثير العاطفي لأمراض التهاب الامعاء على الشباب؟

يميل الشباب إلى أن يتأثروا أكثر من أي مرض عضوي مقارنه  بالأفراد الاكبر سنا والذين تعلموا التعامل مع الشدائد ,على سبيل المثال، المراهقة هو الوقت الذي  يصبح الفرد أكثر استقلالية وأكثر اكتفاء ذاتيا كجزء من النضج الطبيعي , مرض مزمن قد يفرض الاعتماد على الأسرة، والأطباء، أو نظام الرعاية الصحية, ويمكن أن يكون هذا التعديل صعبا للغاية عند المراهقين  لذلك، ليس من المستغرب أن الصعوبات العاطفية، وخاصة إنكار المرض، قد تكون أكبر إلى حد ما في الفئات العمرية الأصغر سنا منها بين كبار السن.

هل العمليات الجراحية لها تأثير على الحالة العاطفية للمريض و القدرة على التكيف؟

ينصح بالجراحة لعدد قليل من المرضى , وغالبا ما يوصى بها عندما لا يمكن السيطرة على المرض عن طريق الدواء أو حدوث مضاعفات. ولكن عندما تكون هناك حاجة لعملية جراحية، فإنه خطورة العملية و مضاعفاتها اقل من الفوائد الصحية المتوقعة . لأنه مع الجراحة الحديثة وتطور الرعاية الصحية قبل و بعد العملية الجراحية تصبح مخاطر المضاعفات الخطيرة من الجراحة منخفضة 

و واحدة من المخاوف الرئيسية من الناس الذين يواجهون جراحة ووضع كيس اخراج خارجي ما إذا كانوا سوف يكونوا قادرون  على التمتع بحياة جنسية صحية. وقد أظهرت الدراسات أن النشاط الجنسي يتحسن بدلا من أن يزداد سوءا، لا سيما في الأشخاص الذين يعانون من مرض حاد قبل العملية الجراحية.

وأخيرا

يجب على المريض و ذويه  قبول والتعامل مع المرض بطريقة مباشرة ، مما  يسهل  للأصدقاء والعائلة قبولهم  للمرض كجزء من علاقتهم مع المريض,  اتبع تعليمات الأطباء و استفد من الخبرات السابقة

 ليس هناك شك في أن العيش مع مرض مزمن يمكن أن يطرح العديد من التحديات ولكن، من المهم أيضا أن نتذكر معظم الناس الذين يعانون من أمراض التهاب الامعاء، على الرغم من مرضهم و يذهبون إلى المدرسة والعمل، ويستطيعون تكوين الأسر والسفر ولعب الرياضة وممارسه حياتهم الطبيعية.

المصادر

ibdetermined.org/Journeys-QOL.aspx

ccfacommunity.org

ccfa.org/assets/pdfs/emotional.pdf

ccfa.org/what-are-crohns-and-colitis/newlydiagnosed/

Mayo Foundation for Medical Education and Research (MFMER)/IBD

سالم بن معيض عايض العتيبي

مواليد مكه المكرمه
الجامعه : أم القرى بكالريوس طب و جراحه عامه
الزماله: طب الباطنه من جامعه الملك سعود بن عبد العزيز للحرس الوطني بجده
تخصص دقيق : الجهاز الهضمي و الكبد للكبار المستوى الثالث
مهتم بالثقيف و الرعايه الصحيه

ياسر حسين صالح محي الدين محمد

اخصائي أول باطنة
مستشفى الملك عبدالعزيز – مكة المكرمة
زمالة الجهاز الهضمي و المناظير و الكبد بالمستوى الثالث

مشاركة:

Facebook
Twitter
WhatsApp

مقالات أخرى

شاركنا برسالة

أشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

Subscription Form