الأمراض الجلدية في داء الأمعاء الإلتهابي

 الإضطرابات الجلدية هي من بين أكثر الإضطرابات خارج الأمعاء شيوعًا في داء الأمعاء الإلتهابي ، حيث تؤثر على 15-20٪ من المرضى.

هذه الإضطرابات الجلدية يمكن تقسيمها إلى أربعة مجموعات بناءً على الآلية الفسيولوجية المرضية ونوعية داء الأمعاء الإلتهابية المصاحب معها.

 

١- تفاعلية مع المرض : تتشارك في آليتها المناعية وتختلف في خصائصها النسيجية المرضية.

( الحُمامى العَقِدة ، تقيح الجلد الغنغريني ، متلازمة سويت ، التقرحات الفموية ).

٢- خاصة بالمرض : خصائصها النسيجية مشابهة للداء الأمعائي الإلتهابي المصاحب له ، لكنها تتواجد خارج الجهاز الهضمي.

( مرض كرونز المتنقل للجلد )

٣- مرتبطة بالمرض ـ كونها مناعية أو إلتهابية ـ : أمراض إلتهابية أو مناعية لا تشترك في الروابط النسيجية أو المرضية لداء الأمعاء الإلتهابي ومع ذلك تشترك في نفس عوامل الخطر كونها جميعًا أمراض إلتهابية أو مناعية.

( التهاب الغدد العرقية القيحي ، الصدفية ، التهاب الجلد التأتبي ، حب الشباب المكبّب ، الوردية ، البهاق ، الثعلبة البقعية ،  التهاب وعائي بارومات الكريات البيضاء ، الذئبة الحمراء ، التهاب الشرايين العقدي المتعدد ، انحلال البشرة الفقاعي المكتسب )

٤- مضاعفات : لنفس داء الأمعاء الإلتهابية أو أعراض جانبية للعلاجات

( العلاجات البيولوجية ” مضادات  TNFa ” ، الثيوبورينات ، السلفاسالازين ، مثيوتريكيست ، فيدوليزوماب ).

• الحُمامى العَقِدة ( Erythema Nodosum ) :

   – أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا في داء الأمعاء الإلتهابي ، مع انتشار يصل إلى 15٪.

   – تتميز بعقد أو ترسبات مؤلمة تكون تحت الجلد ، حمراء إلى بنفسجية اللون.

  • تتواجد على الأسطح الخارجية للأطراف السفلية غالبا ، كذلك الأفخاذ والساعدين.

   – غالبًا ما تكون مرتبطة بنشاط  داء الأمعاء الإلتهابي.

  • يتم تشخصيها عن طريق الفحص السريريّ. من الممكن الاحتياج إلى أخذ خزعة منها عند حدوثها بشكل غير نمطي.
  • غالبا تختفي دون حدوث أي ندبات.

   – يشمل العلاج بشكل أساسي على السيطرة على نشاط داء الأمعاء الإلتهابي باستخدام العلاجات البيولوجية وكذلك الستيرويدات في الحالات شديدة الألم ، كذلك بعض المعالجة الداعمة مثل رفع الساقين، يوديد البوتاسيوم، الجوارب والضمادات الضاغطة.

• تقيّح الجلد الغنغريني ( Pyoderma gangrenosum ) :

   – ثاني أكثر المظاهر الجلدية التفاعلية شيوعًا وأكثرها إنهاكًا.

   – تتميز ببثور أو قشور حمراء تتقرح  بشكل سريع وعميق وتكون مؤلمة مع وجود تقيّح في وسط القرحة.

  • تتواجد في الأقدام كأكثر موقع انتشاراً يليها في الرأس والرقبة والجسم.
  • قد يصاحبها الشعور بالتعب ، ارتفاع الحرارة ، آلام مفاصل أو عضلية.
  • غالبًا ما تكون مرتبطة مع نشاط داء الأمعاء الإلتهابي.
  • التشخيص غالباً عن طريق الفحص السريريّ ، مع استبعاد الاضطرابات الجلدية الأخرى المشابهة.

   – يشمل العلاج علاج الألم، العناية بالجروح، استخدام الستيرويدات ، مضادات TNFa ، والمثبطات المناعية الأخرى.

• متلازمة سويت ( Sweet syndrome ) :

  • تعتبر نادرة الحدوث في داء الأمعاء الإلتهابي.
  • تتميز بظهور مفاجئ لبثور حمراء مؤلمة مرتفعة عن الجلد وتكون مصاحبة بحرارة.
  • تتواجد بشكل رئيسي على الأطراف ( العلوية والسفلية )

   – غالبًا ما تكون مرتبطة بنشاط داء الأمعاء الإلتهابي.

  • يتم تشخصيها عن طريق الخزعة.

   – تعالج بالستيرويدات بنسبة نجاح علاجي عالي ، استخدام العلاج البيولوجي يكون للحالات المقاومة للستيرويدات.

  • علاج الازاثيوبورين من الممكن يصاحبه متلازمة سويت خصوصا في الأشهر الأولى من إعطاء العلاج ، وعلاجه يكون بإيقاف العلاج.

• التهاب الغدد العرقية القيحي ( Hidradenitis suppurative ) :

– حالة جلدية التهابية مزمنة تتميز بظهور بثور وخراجات مؤلمة متكررة مع تكوين جيوب ونواصير.

– تتكون في المناطق المثنية في الجسم مثل الإبط وحول المناطق التناسلية.

– عوامل الخطر تشمل نشاط داء الأمعاء الإلتهابي ، التدخين ، السمنة.

   – أكثر شيوعًا في مرض كرونز من داء الأمعاء الإلتهابي.

   – يشمل العلاج العناية بالجرح وعلاج الألم وتعديل نمط الحياة كإيقاف التدخين وإنقاص الوزن ، كذلك استخدام المضادات الحيوية المناسبة ، العلاجات البيولوجية،  والجراحة.

• الأمراض الجلدية الالتهابية والمناعية المرتبطة بداء الأمعاء الإلتهابي:

  • هذه الأمراض الجلدية الالتهابية والمناعية لها ارتباطات ثنائية الاتجاه مع داء الأمعاء الإلتهابي.
  • تتشارك في نفس عوامل الخطر لكنا تختلف اختلافاً على مستوى تكونها وخلاياها النسيجية
  • مثل : الصدفية، الوردية، التهاب الجلد التأتبي، حب الشباب الكيسي، الذئبة الحمراء ، البهاق، الشرى المزمن، التهاب وعائي بارومات الكريات البيضاء ، والثعلبة البقعية.
  • قد تقود العوامل الجينية، الميكروبيولوجية، والبيئية المشتركة هذه الارتباطات بين هذه الأمراض الجلدية الالتهابية والمناعية وداء الأمعاء الإلتهابي.

• الأمراض الجلدية الناتجة عن العلاجات :

   – مضادات TNFα  مثل الانفلكسماب والاداليموماب مرتبطة بالعديد من التأثيرات الجلدية الجانبية، بما في ذلك جفاف الجلد ، الصدفية  المتناقضة ، التفاعلات المشابهة للإكزيما ، التهاب الغدد العرقة القيحي.

  – كذلك حدوث ردود فعل تحسسية في مكان حقن العلاج أو في الجسم ، التهابات بكتيرية أو فيروسية للجلد ، الثعلبة ، سرطان الجلد.

  – الصدفية المتناقضة : مشابهة للصدفية في تكوّن طفح جلدي وبثور قشرية حارقة ومثيرة للحكة في المناطق المثنية والوجه وفروة الرأس وبثور في راحة اليد وأخمص القدم وكذلك الأظافر.

– التفاعلات المشابهة للإكزيما : حويصلات وقشور حمراء جافة مثيرة للحكة.

– يتم تشخيص هذه الاضطرابات غالباً عن طريق الفحص السريريّ.

– استشارة أطباء الجلدية في التشخيص والعلاج ، كذلك محاولة عدم إيقاف مضادات TNFa قدر الإمكان.

 – العلاج لهذه التأثيرات يكون بإعطاء الستيرويدات الموضعية ، المضادات الحيوية ، المرطبات ، بدائل الصابون والكريمات المناسبة.

– قد تصل نسبة إيقاف مضادات TNFα من 5-35% في حال كانت التأثيرات الجلدية الجانبية  شديدة جدا.

   – العلاجات الأخرى مثل الثيوبورينات، السلفاسالازين، الميثوتركسيت، والفيدوليزوماب لها أيضًا تأثيرات جانبية جلدية مثل الالتهابات الجلدية الفيروسية ، متلازمة سويت ، التحسس الشديد ، الحكة ، حب الشباب ، متلازمة دريس ، الثعلبة ، تقرحات الفم ، سرطان الجلد.

• سرطان الجلد ( Skin cancer ) :

  • زيادة خطر الإصابة بسرطانات الجلد الميلانينية وغير الميلانينية في داء الأمعاء الإلتهابي.
  • عوامل الخطر تشمل التعرض للأشعة فوق البنفسجية ، زيادة العمر ، والعلاجات المناعية والبيولوجية المستخدمة.
  • يوصى بالفحوصات الجلدية المنتظمة والتدابير الوقائية.

• مرض كرونز المتنقل للجلد ( Metastatic CD ) :

  • مظهر نادر خارج الأمعاء يؤثر على الجلد والمناطق التناسلية.
  • يظهر كبثور وقشور وعقد وتصلخات وتقرحات في أي مكان ممكن خارج الجهاز الهضمي.
  • يتم التشخيص عن طريق الخزعة.
  •  العلاج يكون بالستيرويدات الموضعية والفموية، المضادات الحيوية ، العلاجات البيولوجية.

الاضطرابات الجلدية الفموية:

  • شائعة جداً في داء الأمعاء الإلتهابي خاصة مرض كرونز.
  • تشمل التقرحات الفموية ( الأكثر شيوعاً ) ، التهاب اللثة ، التهاب الفم القيحي ، والورام الحبيبي الوجهي.
  • يتم التشخيص عن طريق الفحص السريريّ.
  • يشمل العلاج السيطرة على داء الأمعاء الإلتهابي الأساسي والعناية الداعمة بالفم ( استخدام غسول الفم المطهر والمسكن واستخدام الستيرويدات الموضعية ).

عبدالعزيز حسن غيثان العمري

بكالوريوس الطب والجراحة ، جامعة الملك خالد ، أبها
شهادة التخصصات الصحية في الطب الباطني
متدرب في زمالة أمراض الجهاز الهضمي والكبد للكبار

    أشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

    Subscription Form