الرؤية المستقبلية لداء للكرون والقولون التقرحي

نظرا لازدياد الحالات المشخصة بداء الامعاء الالتهابي ( القولون التقرحي وداء كرونز) بشكل لافت

كان من اللازم تظافر الجهود من قبل المراكز الصحية والمستشفيات والعاملين فيها

وكذلك العلماء والباحثين في هذا المجال لخلق بيئة علاجية ذات جوده عالية

و من خلال نتائج البحوث والاطلاع على التجارب المتقدمة في هذا المجال

بنيت على اساسها بعض الخطط المستقبلية في نوعية وكيفية الرعاية المقدمة لمرضى داء الامعاء الالتهابي وهي كالتالي :

أولا :

عمل مراكز متخصصه متكاملة تشتمل على فريق طبي وتمريضي مختص في هذاء النوع من الامراض ومضاعفاتها                 Multi disciplinary team .

وهذا ما يعمل به حاليا في بعض المراكز في الدول المتقدمة , يتم فيها ما يلي :

  • حصول المريض على التشخيص في وقت مبكر للحصول على استجابة جيده للعلاج.
  • عمل ملف متكامل للمريض يحتوي على جميع معلوماته شامله التشخيص والمتابعة ويمكن الحصول عليها بكل سهوله في عملية البحوث وغيرها.
  • سهولة التواصل ما بين المريض ومقدم الخدمة العلاجية لأي سبب وايجاد السبل لذلك منها استحداث مهنة منسق طبي يناط به هذه المهمة.
  • تقديم الخدمات العلاجية يكون بشكل شمولي مبني على الدلائل والبراهين لآخر ما تم التوصل له من عقارات كيميائية وبيولوجية وذلك للحد من نشاط الالتهاب والسيطرة على المرض.
  •  يشتمل الفريق الطبي على جميع التخصصات الطبية الشاملة لمرضى داء الامعاء الالتهابي ومن ذلك تخصص الجهاز الهضمي , جراحة المستقيم والقولون , تخصص الجلدية , تخصص الاشعة , تخصص الأنسجة وغيرها من التخصصات ذات الصلة.
startup, meeting, brainstorming-594090.jpg

ثانيا :

توجيه هدف الرعية الصحية و نموذجها إلى أهداف واضحة ومحددة ومنها :

أن يكون هدف الخطة العلاجية هو تحريض خمود المرض الالتهابي و تحسين جودة الحياة المتصلة بالصحة و التئام القولون و الأمعاء عند فحصها بالمنظار , وهذه أصبحت من أهم أهداف العلاج في هذا الوقت و في المنظور القريبلما ظهر في الأبحاث العلمية الحالية  أن التعافي المبكر لجدار القولون والأمعاء له نتائج إيجابية على حالة المريض و يقلل من نسب الانتكاسات مستقبلا ويزيد من جودة صحة المريض.

كما أظهرت الدراسات أن مرضى التهاب الأمعاء الذين في مرحلة خمود للمرض يتمتعون بأفضل نوعية للحياة الصحية و  يتوقع لهم أن تكون الحياة أفضل و أطول بكثير من المرضى الذين لديهم مرض نشط .

ثالثا :

البحث عن مسارات علاجية جديدة ,ويجري حاليا تطوير هذه المسارات أو تقييمها في التجارب السريرية.

وتتم الدراسات حاليا على انواع كثيره من العلاجات منها كبسولات تأخذ عن طريق الفم والتي سيتم فسحها قريبا وقد تغني عن بعض الادوية البيولوجية بالإضافة الى سهولة استخدامها وقلة المضاعفات الجانبية مثل مثبطات جاك وهي جزيئات صغيرة مختلفة تتداخل مع الالتهابات ,أو توجيه العلاجات إالى جزيئات أدق كمضادات انتيرلوكين 23

حاليا يتم استخدام أنواع جديدة من الأدوية لها طريقة عمل مختلفة عن الأدوية السابقة  مثل إستخدام  دواء توفاسيتينيب  Tofacitinb و هو دواء من احد أنواع مثبطات جاك يؤخذ عن طريق الفم وقد أظهر نتائج جيدة في التهاب القولون التقرحي وهو حاليا متوفر في السعودية بعد فحصه و تسجيله من قبل هيئة الغذاء والدواء السعودية.

وهناك  غيرها من مثبطات جاك  في طريقها للتجارب الإكلينيكية العلاجية قد تجد طريقها إلى السوق قريبا.

دواء منغرسين وهو نكليوتيد مضاد للجراثيم يقدم نتائج رائعة و سوف يدخل في المراحل الأخيرة في التجارب السريرية.

 من العلاجات التي قد يتسائل عنها مريض التهاب الامعاء المناعي استخدام البكتيريا النافعة في الالتهابات التقرحية للأمعاء وتعتبر فكرة جيدة منطقيا و لكن للأسف إلى الآن لم تجري دراسات على نطاق واسع في هذا المجال و لكنها من الأهداف المستقبلية(  راجع موضوعنا عن  البروبيويتيك)

كذلك هناك تجارب تتم الآن في استخدام زراعة الخلايا الجذعية لعلاج الالتهابات التقرحية للأمعاء و لكن للأسف إلى الآن لا توجد نتائج فعالة نتيجة الأدوية المصاحبة لزراعة الخلايا الجذعية و التي تسبب خفض مناعي شديد و تسبب مضاعفات كثيرة و الدراسات قائمةحاليا أظهرت  الدراسات المبدئية أن الخلايا الجذعية تساعد في التئام نواسير المحيطة بالشرج و يظل هذا الإجراء في إطار البحث العلمي  إلى الآن فيها و الأمل إلى الآن قائم في هذا النوع من الدراسات.

رابعاً :

استخدام مؤشرات الاستجابة الفعالة الحديثة للعلاج

في الماضي كانت الاستجابة للعلاج  تقاس باختفاء الاعراض وحاليا يتم ذلك خلال خلو نسيج القولون او الامعاء من الالتهاب اثناء الكشف بالمنظار وفي المستقبل هنالك اتجاه لقياس ذلك بخلو النسيج تحت المجهر من الالتهاب.

خامساً :

التركيز على الجانب التوعوي و التثقيفي للمريض و المجتمع من خلال عقد محاضرات و ندوات بشكل مستمر للمجتمع ,وتخصيص يوم توعوي خاص بداء الامعاء الالتهابي كما هو معمول به في انحاء العالم.

 ومن ذلك ايضا عمل اجتماعات دوريه بين المرضى انفسهم ليشارك كل مريض بتجربته مع المرض والعلاج.

سادساً :

تفعيل الجانب الوقائي مهم لمرضى التهاب الامعاء المناعي والعمل على تفادي المشاكل الصحية المتوقعة قبل حدوثها preventive medicine  ,سواء كانت احد مضاعفات المرض او اثار جانبية للعلاجات المناعية.

ومن ذلك التأكد من حصول المريض على اللقاحات الضرورية لتفادي بعض الامراض المعدية

سابعاً :

الاهتمام بالجانب النفسي والمعالجة النفسية لمرضى القولون التقرحي

العلاجات النفسية  والعلاج السلوكي المعرفي  على وجه الخصوص قد يكون لها آثار مفيدة على المدى القصير على المرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء , و لكن آثار العلاج النفسي على المدى الطويل على مرض الأمعاء الالتهابية مختلطة

ويجب عمل الكثير من الدراسات المستقبلية قبل تحديد ما إذا كانت العلاجات النفسية لها أثار على المدى البعيد.

الاهتمام بالصحة النفسية ومراعاة الحالية الذهنية تساعد المريض في رحلته عبر المرض.

المصادر

Actis GC, Pellicano R, Rosina F. Inflammatory bowel diseases: current problems and future tasks. World J. Gastrointest. Pharmacol Ther 2014;5:169–174.

Farraye FA, Melmed GY, Lichtenstein GR, et al. ACG clinical guideline: preventive care in inflammatory bowel disease. Am J Gastroenterol. 2017;112:241–258.P.

Abraham and E. M. M. Quigley, “Prebiotics and Probiotics in Inflammatory Bowel Disease (IBD),” in Nutritional Management of Inflammatory Bowel Diseases, Springer International Publishing, 2014, pp. 131–147.

Löwenberg M, D’Haens G. Next-Generation Therapeutics for IBD. Current Gastroenterology Reports 2015;17.

Swarup N, Nayak S, Lee J, et al. Forming a support group for people affected by inflammatory bowel disease. Patient Preference and Adherence 2017;Volume 11:277-281.

Gracie DJ, Irvine AJ, Sood R, et al. Effect of psychological therapy on disease activity, psychological comorbidity, and quality of life in inflammatory bowel disease: a systematic review and meta-analysis. The Lancet Gastroenterology & Hepatology 2017;2:189-199.

Kalafateli M, Triantos C, Theocharis G, Giannakopoulou D, Koutroumpakis E, Chronis A, et al. Health-related quality of life in patients with inflammatory bowel disease: A single-center experience. Ann Gastroenterol. 2013;26:243–248

سعيد راشد الزبيدي

بكالوريوس في الطب والجراحة العامة من جامعة الملك خالد 2005 , البورد السعودي في الباطنة العامة 2013 , الزمالة السعودية في الجهاز الهضمي والكبد للكبار 2018 dr.zubide@gmail.com

ماجد فيصل المطيري

حصل على بكالوريوس الطب و الجراحة من جامعة الملك سعود عام 2009 م و حصل على البورد السعودي في تخصص الباطنة عام 2014 حصل على البورد السعودي في تخصص أمراض الجهاز الهضمي و الكبد للكبار عام 2018 م ، يعمل حاليا كاستشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى الملك سلمان في الرياض Dr.majedalmutairi@hotmail.com

عبدالرحمن صالح العمرو

عبدالرحمن صالح العمرو بكالوريوس طب وجراحة من جامعة القصيم 2010 . التحق ببرنامج الطب الباطني في المدينة الطبية لمدة اربع سنوات وتخرج عام 2014 التحق ببنامج زمالة امراض الجهاز الهضمي والكبد في الرياض وتخرج عام 2018 .

    أشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

    Subscription Form