علاقة جلطات الدم بداء الأمعاء الالتهابي

من مكتشفات العلم وجود عدة أمراض مصاحبة قد تحدث لمرضى الأمعاء الالتهابية وتكون خارج الأمعاء، وتشكل الجلطات الوريدية إحدى هذه الأعراض

 

    وعند النظر في نسبة حدوث الجلطات الوريدية لمرضى الأمعاء الالتهابية بحسب الدراسات الحديثة يتضح لنا زيادة في نسبة حدوث تلك الجلطات للمرضى الذين يعانون من أمراض الأمعاء الالتهابية قد تصل إلى الضعف مقارنة بغير المصابين، ولا يوجد تفاوت في نسبة حدوثها بين الجنسين ولا بين نوعيها ” مرض القولون التقرحي ومرض كرون”.

 

ولو تساءلنا عن عوامل زيادة حدوث الجلطات الدموية في داء الأمعاء الالتهابي؟

لوجدناها تكمن في نشاط المرض والخضوع للعمليات الجراحية والإقامة في المستشفى.

 

وهناك دراسات أخرى أكدت ما يلي:

ضرورة الانتباه والأخذ بعين الاعتبار عوامل الخطورة غير المرتبطة بالمرض المذكور مثل: “وجود تاريخ مرضي سابق بالجلطات الدموية، الحمل، استخدام موانع الحمل”.

 

ولكن كيف نتجنب حدوث الجلطات الدموية؟

يجب مراعاة جميع العوامل السابقة التي تمت الإشارة إليها آنفاً لكل مريض على حدة.

وأيضاً ما أكدته الدراسات العلمية على أهمية استخدام العلاجات الوقائية من التخثر مثل (الهيبارين) خاصة لمرضى الأمعاء الالتهابية أثناء إقامتهم في المستشفى بسبب نشاط المرض أو في حال إجراء العمليات الجراحية ولمدة قد تصل حتى ثلاثة أسابيع بعد إجراء العملية سواء داخل المستشفى أو بعد الخروج منه.

حيث أثبتت الدراسات العلمية في هذا المجال بأن استخدام العلاجات الوقائية تمنع حدوث الجلطات الدموية بنسبة تصل ٥٤٪ تقريباً.

 

لكن يجب التنبه لما يلي:

أن الدراسات لا توصي باستخدام العلاجات الوقائية المستمرة بعد الخروج من المستشفى للمرضى في الحالات غير الجراحية حالياً وذلك نظراً للحاجة للمزيد من الأبحاث بهذا الخصوص.

 

وللعلم فإنها لم تعتمد مضادات التخثر الفموية المباشرة للوقاية من الجلطات الدموية حتى الآن، ولكن في حال حدوث الجلطات الوريدية الحادة لمرضى الأمعاء الالتهابية فإنه يوصى بإعطائهم مضادات التخثر الفموية المباشرة وفق جرعة علاجية مدروسة.

 

وتؤكد الدراسات على أهمية البحث والتقصي لعوامل الخطر للجلطات الوريدية وذلك لتمديد مدة العلاج بمضادات التخثر وما يتبعه من خطة علاجية.

 

وللإحاطة:

فإن مضادات التخثر الفموية المباشرة تعتبر العلاج الأول عالمياً والمعتمد لعلاج الجلطات الوريدية، كما قد يعتبر علاج (الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي) بديلاً علاجياً في المرحلة الحادة من التخثر لمضادات التخثر الفموية المباشرة.

 

 

أخيراً كيف نقلل تكرار حدوث الجلطات الوريدية؟

  • يكون ذلك عند وجود عامل خطر قابل للتعديل.
  • عند معرفة عوامل الخطر التي أدت لحدوث الجلطات يمكن من خلالها تحديد المدة المثلى لعلاج الجلطات الوريدية فمثلاً: عند حدوث جلطة بسبب إجراء جراحي أو بسبب نشاط المرض والإقامة في المستشفى فيمكن إيقاف علاج مضادات التخثر بعد ٣ أشهر من استخدامه.
  • أما في حالة حدوث الجلطات الدموية بسبب غير معروف (يُعرف طبياً بوجود جلطة وريدية في غياب عامل خطر كبير مسبب للجلطات الوريدية) فإنه يتوجب النظر في مدة العلاج بمضادات التخثر وقد تصل إلى مدة غير محدودة وفقًا للإرشادات الطبية.

المصادر

  1. * Gordon H, Burisch J, Ellul P, et al. ECCO Guidelines on Extraintestinal Manifestations in Inflammatory Bowel Disease. J Crohns Colitis. 2024;18(1):1-37. doi:10.1093/ecco-jcc/jjad108

محمد جاسم العبد الغني

طبيب زمالة في تخصص الجهاز الهضمي والكبد والمناظير.
رئيس أطباء الزمالة في برنامج أمراض الجهاز الهضمي والكبد لعام ٢٠٢٣ – ٢٠٢٤ م بمستشفى عسير المركزي.
حاصل على البورد السعودي في تخصص الطب الباطني في عام ٢٠٢١ م
حاصل على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الطب والجراحة جامعة الملك خالد عام ٢٠١٥ م.

    أشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

    Subscription Form