أهمية التشخيص المبكر لأمراض الأمعاء الالتهابية

تشير أمراض الأمعاء الالتهابية إلى مجموعة من الحالات المزمنة التي تسبب التهابًا في الجهاز الهضمي، وأهمها مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. يُعد التشخيص المبكر والعلاج الفوري ضروريين لإدارة الأعراض، الوقاية من المضاعفات، وتحسين جودة الحياة.

لماذا يعتبر التشخيص المبكر مهمًّا ؟

  1.  الوقاية من تقدم المرض: يتيح التشخيص المبكر التدخل الطبي السريع، مما يساعد في منع تقدم المرض وتقليل خطر المضاعفات مثل تضيقات الأمعاء، والخراجات، أو النواسير.
  2. إدارة الأعراض: يمكن التعرف المبكر على أمراض الأمعاء الالتهابية البدء في إدارة الأعراض بسرعة، مما يساعد في التحكم بأعراض مثل الآلام البطنية، الإسهال، نزيف المستقيم، التعب، وفقدان الوزن غير المقصود باستخدام العلاج المناسب.
  3. تحسين جودة الحياة: الإدارة الفعالة أمراض الأمعاء الالتهابية تحسن بشكل كبير جودة الحياة عن طريق تقليل الأعراض وتكرار الهجمات، مما يسمح بالحفاظ على روتين يومي طبيعي والمشاركة في الأنشطة المفضلة.
  4. تجنب الحالات الطارئة: بدون التشخيص والعلاج المبكرين، قد تؤدي هجمات أمراض الأمعاء الالتهابية إلى حالات طبية حرجة مثل انسداد الأمعاء أو النزيف الشديد. التدخل المبكر يقلل من احتمالية حدوث هذه الأزمات.

دور الفحص والتشخيص:

  • الاختبارات التشخيصية: يستخدم الطبيب مجموعة من الاختبارات، مثل الفحوصات الدموية، عينات البراز، الدراسات التصويرية (مثل فحوص الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي)، والتنظير القولوني أو تنظير المستقيم لتشخيص أمراض الأمعاء الالتهابية وتحديد شدتها ومداها.
  • الاستشارة مع طبيب مختص: يتخصص أطباء الجهاز الهضمي في تشخيص أمراض الأمعاء الالتهابية وعلاجها. إذا كنت تعاني من أعراض مستمرة مثل آلام البطن، التغيرات في عادات الأمعاء، أو فقدان الوزن غير المفسر، فمن الضروري استشارة الطبيب بسرعة.
  • المراقبة والمتابعة: بعد التشخيص، تُعد المراقبة المنتظمة ضرورية لتقييم نشاط المرض، وضبط العلاج حسب الحاجة، ومراقبة المضاعفات المحتملة، مما يساعد في الحفاظ على الصحة والعافية على المدى الطويل.

أسباب التأخير في التشخيص

  • التشخيص الذاتي: قد يؤدي التشخيص الذاتي (غالبًا متلازمة القولون العصبي) والإدارة الذاتية (مثل الحميات الاستبعادية) إلى تأخير التشخيص.
  • تقلب الأعراض: قد تتغير الأعراض مع مرور الوقت أو تظهر تدريجيًا، مما يجعل المرض يبدو بسيطًا وبالتالي لا تُجرى الاختبارات المناسبة.
  • تشابه الأعراض: تشابه الأعراض مع اضطرابات الجهاز الهضمي الشائعة الأخرى يمكن أن يؤدي إلى تشخيص خاطئ مثل متلازمة القولون العصبي.
  • الأعراض غير المحددة: مثل التعب، فقدان الوزن، أو آلام المفاصل.
  • العقبات في رحلة المريض: نقص الإحالات في الوقت المناسب من قبل أطباء الأسرة، والتأخيرات في إجراءات التنظير، والمراجعات من قبل الأخصائيين.

عواقب التأخير في التشخيص

تشير الأبحاث إلى أن معالجة أمراض الأمعاء الالتهابية في مراحلها المبكرة قبل حدوث أضرار كبيرة تُعدّ خطوة حاسمة لتحقيق نتائج سريرية أفضل. التأخر في التشخيص يرتبط بزيادة خطر المضاعفات مثل التضيقات، الأمراض النافذة، والحاجة إلى جراحة الأمعاء. التأخير أيضًا يزيد من احتمالية العلاج بالكورتيكوستيرويدات، وعلاجات الإنقاذ الأخرى، ودخول المستشفى، والجراحات.

وفي الختام يُعتبر التشخيص المبكر لأمراض الأمعاء الالتهابية أمرًا أساسيًا لإدارة الأعراض بفعالية، الوقاية من المضاعفات، وتحسين جودة الحياة. إذا كنت تشتبه بإصابتك بأمراض الأمعاء الالتهابية أو تعاني من أعراض هضمية مستمرة، لا تتردد في استشارة خبراء الرعاية الصحية. يمكن أن يكون التدخل الفوري فارقًا كبيرًا في إدارة حالتك وتعزيز صحتك على المدى الطويل. للحصول على نصيحة شخصية وخيارات علاجية مخصصة، يُرجى دائمًا استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.

المصادر

Maaser et al (2019). ECCO-ESGAR Guideline for Diagnostic Assessment in IBD Part 1: Initial diagnosis, monitoring of known IBD, detection of complications. Available from https://academic.oup. com/ecco-jcc/article/13/2/144/5078195

Noor et al (2022). Early Diagnosis, Early Stratification, and Early Intervention to Deliver Precision Medicine in IBD. Available from https://academic.oup.com/ibdjournal/article/28/8/1254/6364139

Rao et al (2022). Delayed IBD diagnosis leads to worse outcomes over years, with multiple implications on service delivery. Available from https://gut.bmj.com/content/71/Suppl_1/A5.2

Novacek et al (2019). Diagnostic delay in patients with inflammatory bowel disease in Austria. Available from https://pubmed.ncbi.nlm. nih.gov/30715607/

Nahon et al (2014). Diagnostic delay in a French cohort of Crohn’s disease patients. Available from https://pubmed.ncbi.nlm.nih. gov/24529604/

Barratt et al (2011). Prodromal Irritable Bowel Syndrome May Be Responsible for Delays in Diagnosis in Patients Presenting with Unrecognized Crohn’s Disease and Celiac Disease, but Not Ulcerative Colitis. Available from https://link.springer.com/article/10.1007/ s10620-011-1783-y

Torres et al (2016). Preclinical disease and preventive strategies in IBD: perspectives, challenges and opportunities. Available from https://gut.bmj.com/content/65/7/1061

Jayasooriya et al (2023). Systematic review with meta-analysis: Time to diagnosis and the impact of delayed diagnosis on clinical outcomes in inflammatory bowel disease. Available from https://pubmed.ncbi. nlm.nih.gov/36627691/

Lee et al (2017). Diagnostic delay in inflammatory bowel disease increases the risk of intestinal surgery. Available from https://www. ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5643273/

Schoepfer et al (2019). Systematic Analysis of the Impact of Diagnostic Delay on Bowel Damage in Paediatric Versus Adult Onset Crohn’s Disease. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/31002741/

حسام عبد العزيز الحميدي

بكالوريوس الطب والجراحة – جامعة الملك سعود
البورد السعودي للطب الباطني
البورد السعودي لأمراض الجهاز الهضمي للكبار
الزمالة الكندية أمراض الأمعاء الالتهابية – جامعة ويسترن أونتاريو

    أشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

    Subscription Form