التعامل مع الهجمات الحادة

التعايش مع مرضي القولون التقرحي او كرونز قد يصاحبه بعض القلق و الاستفسارات على سبيل المثال؛ متى ستأتيني هجمه؟ و متى ستكون؟ و كيف سأتعامل معها؟ و كل هذه الاستفسارات معقولة بل و واقعية و من الجيد ان تكون مسلح بالمعلومة قبل ان تتعرض للهجمة امام انت او قريبك الذي يعتمد عليك.

أنواع اللقاحات

تنقسم اللقاحات إلى نوعين لقاحات حية مضعفة ولقاحات معطلة

ما هي الهجمة الحادة؟

تعرف الهجمة بأنها عودة أعراض المرض الأولية و من أشهرها كثرة الذهاب لدورة المياه مع إسهال، او وجود دم مع البراز و الام في منطقة البطن.

و تتفاوت الاعراض بين الأفراد على حسب نوع المرض و موقعه من الجهاز الهضمي و قد تكون من الأعراض الإرهاق، فقد الشهية للطعام او نقص في الوزن. ليس مستغرب ان تتراوح حالة المصاب بين حالات كمون حيث لا توجد اَي أعراض ( او أعراض طفيفة ) و فترات ينشط فيها المرض. الهدف من العلاج هو ان يبقى المريض في حالة كمون لأطول فترة ممكنة و ايضا ان نتفادى مضاعفات المرض كالعمليات الجراحية.

ماهي العوامل التي تؤثر على الهجمة الحادة؟

هناك بعض العوامل التي قد تساهم في نشاط المرض و منها عدم المحافظة على أخذ الأدوية الموصوفة او اخذها بطريقة او جرعات خاطئة، كذالك التدخين بجميع اشكاله، و تؤثر الحالة النفسية و التوتر على تعامل المريض مع الهجمة. 

الاخلال بأخذ الأدوية قد ياخد أشكال متعددة كعدم أخذ الجرعة الموصوفة، او نسيان أخذ الدواء في موعده، او تقليل الجرعة او إيقاف الدواء بدون الرجوع الى الطبيب المعالج. في حال حدوث هجمة فينصح بمراجعة الطبيب قبل العودة للادوية او أخذ جرعات مرتفعة من الدواء (مثال الكورتيزون). هناك بعض الأدوية التي قد تساهم في زيادة الأعراض و ينصح بشكل عام تجنبها كمسكنات الام المضادة للالتهابات (مثال الابو بروفين) و ينصح في حالات الام الاكتفاء بأخذ البراسيتامول . المضادات الحيوية فعالة لعلاج الالتهابات البكتيرية و لكن قد تكون السبب لحدوث الإسهال كعرض جانبي و ايضا قد تكون السبب في حدوث بعض الالتهابات البكتيرية في الأمعاء، لذا لا يجب أخذ هذه الأدوية الا باستشارة طبيب مختص.

التدخين قد يكون مسبب للمرض و كذلك تنشيطه و ايضا قد يصعب التحكم بالمرض حتى مع الأدوية للأشخاص الذين يستمرون بالتدخين، عند الإقلاع عن التدخين نكون الهجمات بشكل عام اقل و الحاجة للادوية اقل ايضا. و لا يخفى على القارئ المضاعفات و المخاطر الصحية الكثيرة المصاحبة للتدخين و التي لن نتطرق لها في هذه المقالة.

مع ان التوتر و الحالة الضغوط النفسية ليست مسبب للهجمات في مرضي القولون التقرحي او كرونز الا انها تؤثر في قدرة المريض على التعامل مع الهجمة و قد يساعد التعلم على التعامل معا لضغوطات بأساليب مبتكرة و منها على سبيل المثال العلاج السلوكي المعرفي.

ليس للطعام او الشراب اَي علاقة بحدوث الهجمات و لكن ما يتم تناوله في حين حدوث الهجمة قد يؤثر على ما يحس به المصاب. قي حال الهجمات الحادة يفقد الجسم الكثير من العناصر المهمة و كذالك تزداد حاجة الجسم لهذه العناصر. من اجل ذالك يجب الحرص على المحاولة لأخذ كفاية الجسم بغذاء متوازن ختى عند انعدام الشهية. في هذه الحالات التواصل مع الطبيب المختص و كذالك الفريق المعالج بما في ذلك أخصائي التغذية يكون ذَا أهمية عالية. في حال حدوث هجمة قد يكون من المناسب تناول الجبان القليلة الدسم و كذالك تحاشي المشروبات الغازية حيث انها تزيد من الاضطرابات في الهضم و الغازات. ايضا قد يكون جيد ان يستمر الشخص بتناول الخضار بعد طبخها بشكل جيد لان الالياف تكون صعبة الهضم و لكن القيمة الغذائية لها ممتازة.

علاج الهجمات الحادة

انواع الأدوية المستخدمة في كلا القولون التقرحي او كرونز تم التطرق لها في أبواب اخرى في هذا الكتاب و نحيل القارئ اليها و لكن بشكل عام قد يقوم الطبيب بزيادة جرعة الأدوية او بالتقريب من بين الجرعات (في حال الأدوية البيولوجية) او تغيير الأدوية.

التعامل مع الهجمات الحادة

من الضروري التقيد بمواعيد أخذت لأدوية الموصوفة من الطبيب المعالج حتى في حالات الكمون من المهم التقيد بالأدوية الموصوفة. إيقاف الأدوية او تغيير الجرعات لا يكون الا بعد التشاور مع طبيبك . ايضا التقيد بمواعيد المتابعة مع الطبيب مهمة عادة قد تكون المتابعة مع طبيبك كل ستة أشهر في حال الكمون و تكون في فترات متقاربة اكثر من ذلك في حال حدوث اَي نشاط في المرض.

كما أسلفنا سابقا المحافظة على غذاء متوازن و في بعض الحالات قد ينصحك الطبيب بأخذ مكملات غذائية ، الإقلاع عن التدخين، ممارسة الرياضة لها فوائد إيجابية عدة من رفع المعنويات و صحة العظام و زيادة الكتلة العضلية للجسم. اذا كانت الهجمة تحد من مقدرة على ممارسة انواع معينة من الرياضات فالمشي لمدة ٣٠ دقيقة في اليوم ثلاث مرات في الاسبوع سيكون له اثر إيجابي في حياتك.

في حال الأحساس بالمضايقة في منطقة فتحة الشرج في حالات نشاط المرض فينصح باستخدام الماء و استخدام المناديل الرطبة و ان كان هناك شرخ في منطقة الشرج فالاستحمام بالماء الدافئ و الملح و يفضّل مراجعة طبيبك المختص.

التأقلم مع الهجمات الحادة

في حال حدوث هجمة فقد تتاثر جوانب اخرى في حياتك بالاضافة الى وضعك الصحي كضغوطات في الدراسة او العمل، قدرتك على السفر ايضا قد تصبح محدودة. 

و قد ايضا يسبب لك حرجا اجتماعيا في المناسبات او في حين الخروج من المنزل لحاجتك لزيارة دورة المياه المتكررة. و مع كوّن هذه معوقات واقعية الا انه من الممكن التغلب عليها باستخدام بعض الطرق مثلا ان يكون معك مناديل مطهرة او ملابس داخلية ان حصلت اَي حوادث. 

ايضا حين الخروج من المنزل معرفة المكان الذي تقصده و سهولة الوصول الى دورة المياه ان استدعى الامر ذلك من الممكن ان يضيف الى راحة بال المريض.

ايضا من المهم ان يكون عند المريض شبكة دعم اجتماعية في المنزل و كذلك في العمل لكي يتفهم زملاء العمل طبيعة المرض و الحاجة الى مراعاة المريض في حال الهجمات الحادة. 

و قد يكون من المناسب ان يكون مع المريض تقرير من الطبيب المعالج يشرح فيه المرض مع ما هو المسار المتوقع للتدخل الطبي الحالي و هل يحتاج المصاب الى فترة راحة.

د . ماجد عبدالرحمن الماضي

أستاذ مشارك الأمراض الباطنة بجامعة الملك سعود – الرياض
رئيس الجمعية السعودية للجهاز الهضمي
إستشاري أمراض الجهاز الهضمي و المناظير

    مشاركة:

    Facebook
    Twitter
    WhatsApp

    مقالات أخرى

    شاركنا برسالة

    أشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

    Subscription Form