التغذية وأمراض التهاب الأمعاء

المرضى الذين يعانون من سوء التغذية هم اكثر عرضه للاصابه بالعدوى و اكثر احتمالية للتنويم في المستشفى والبقاء في المستشفى لفترة أطول من غيرهم من مرضى التهابات الامعاء .كما يعد سوء التغذية عامل خطير لأسباب حدوث الجلطات الدموية الوريدية

 

 بشكل عام، احتياج الطاقة اليومي لمرضى التهاب الأمعاء مماثل للأصحاء ولكن يتم زيادة متطلبات البروتين عند وجود أمراض التهاب الأمعاء بصورة نشطة بنسبة ( 1.5 كغم في اليوم للبالغين ) مقارنة لتلك الموصى بها في الأصحاء ( 1 كغم في اليوم للبالغين)٠ 

المرضى الذين يعانون من أمراض التهاب الأمعاء اكثر عرضة لحدوث نقص في المعادن و الفيتامينات لعدة اسباب من اهمها: عدم امتصاص الأمعاء والاسهال المفرط وعدم كفاية المدخول الغذائي و فقدان الشهية المصاحبة للمرض في الحالة النشطة

 

تناول المكملات الفيتامينية بشكل يومي قد يكمل معظم أوجه القصور ولكن ليس بالصورة الكاملة ؛ فأن الحديد والزنك وفيتامين (د) قد يتطلب اخذها في بعض الحالات  

 

يوصى بمكملات الحديد في مرضى أمراض التهاب القولون التقرحي او مرض كرونز فقط في حالة وجود فقر الدم بسبب نقص الحديد. والهدف من مكملات الحديد هو رفع مستويات الهيموغلوبين و مخزون الحديد الى المعدل الطبيعي. وينبغي أخذ مكملات الحديد عن طريق الفم كعلاج الدرجة الأولى في المرضى الذين يعانون من فقر الدم الخفيف، الذي يكون مرضهم غير نشط سريريا، والذين لم تكن لهم سوابق في أخذ مكملات الحديد عن طريق الفم 

وينبغي أخذ مكملات الحديد عن طريق الوريد كعلاج الدرجة الأولى في المرضى الذين يعانون من أمراض   التهاب الأمعاء بحالة نشطة ، أولئك الذين قد مروا بعدم تحمل اخذ مكملات الحديد عن طريق الفم

ليس هناك نظام غذائي معين يوصى به لمرضى التهاب الأمعاء النشط. ومن الأفضل أن يخضع كل مريض لديه التهاب في القولون الناتج عن المرض النشط لفحص سوء التغذية وإرشادات النظام الغذائي في حالة سوء التغذية. ومن المعلوم أن ما يقرب من 75٪ من مرضى كرونز المنومين في المستشفى يعانون من سوء التغذية و 33٪ لديهم مؤشر كتلة الجسم أقل من 20 كجم / م 2. ومن الضروري إجراء فحص لنقص التغذية في هذه الحالات المزمنه.

القرار الصحيح في حالة التغذية الاصطناعية لأمراض التهاب الأمعاء يمكن أن يكون معقدا و يعتمد على جوانب عديدة، بما في ذلك قدرة المريض على تناول الطعام، والقدرة الاستيعابية للجهاز الهضمي على امتصاص الغذاء، والحاله الصحيه العامه للمريض.

مكملات التغذية عن طريق الفم هي الخطوة الأولى، ولكن عموما يكون العلاج الداعم الثانوي المستخدم بالإضافة إلى الغذاء العادي. باستخدام مكملات التغذية عن طريق الفم، يمكن الحصول على كمية إضافية تصل إلى 600 سعرة حرارية / باليوم دون تناول الطعام العادي للبالغين. تتوفر التغذية المعوية عن طريق الفم على شكل علب تحتوي على سائل غني بالفيتامينات والمعادن والبروتينات والكاربوهيدرات التى تساعد المريض على تعزيز النظام الغذائي ودائما تفضل التغذيه عن طريق الفم على التغذية الوريدية .

إذا كان التغذية عن طريق الفم غير ممكنة، يتم تغذية المريض من خلال أنبوب التغذية عن طريق الانف.

يتم استخدام التغذية الوريدية في الحالات الاتية

عندما تكون التغذية عن طريق الفم أو الأنبوب غير ممكنة بما فيه الكفاية (على سبيل المثال في حاله وجود قصر في طول الامعاء بسبب الجراحة)

٢- في حاله وجود انسداد في الامعاء التي تعوق وضع أنبوب تغذية من الخارج

٣- عندما تحدث مضاعفات أخرى مثل وجود ناسور شديد في الأمعاء المعوية

٤-  كما قد تستخدم التغذيه الوريدية لتحسين حالة التغذية قبل الخضوع العمليات الجراحية وعندما تكون الطرق الأخرى للتغذية ليست ممكنة.

بشكل عام، لا حاجة لاتباع نظام غذائي معين خلال مراحل الشفاء. ولا يبدو أن أي نظام غذائي بديل أو نظام غذائي شبه جديد فعال في الحصول على الشفاء. ومع ذلك، غالبا ما يعانون بعض مرضى كرونز من اضطرابات في حاله شرب الحليب ومنتجات الألبان والتوابل والأعشاب والمقليات، والمنتجات الغازية والألياف الغنية واجتناب هذه المواد الغذائيه قد تساعد على تخفيف من الاعراض

يمكن تقديم المشورة العامة حول الأكل الصحي للمرضى الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي ومرض كرونز تهدف إلى اتباع نظام غذائي على طراز غذاء بلاد البحر المتوسط حيث يكون غني بالألياف والخضروات والفاكهة ما لم تكن هناك انسداد في الامعاء.

التغذية السليمه عن طريق الفم قد تساعد على تثبيط المرض و تقلل من معدل انتكاس المرض في حاله نشاطه ولكن لا توجد ادله علميه كافية تثبت ذلك وعاده مايتم تثبيط المرض عن طريق الكورتيزون او الادويه البيولوجيه.

ليس هناك ما يكفي من البراهين على فعالية الأحماض الدهنية أوميغا 3 في مرحلة الشفاء من المرض سواء في البالغين أو الأطفال، وبالتالي لا ينصح بذلك.

إن عواقب فقر الدم وفقر حمض الفوليك الذي قد يسبب عيوب الأنبوب العصبي للجنين يتطلب فحص منتظم لنقص الحديد وحمض الفوليك أثناء الحمل جنبا إلى جنب مع المتابعة الغذائية.

لا يوجد دليل على ضرر من استخدام أي تدخل غذائي اثناء الحمل و الرضاعة.

المصادر

ESPEN guideline:Clinical nutrition in inflammatory bowel disease 2017

Alastair Forbes a,*, Johanna Escher b, Xavier Hebuterne c, Stanisaw Ke˛k d, Zeljko Krznaric e,Stephane Schneider c, Raanan Shamir f, Kalina Stardelova g, Nicolette Wierdsma h, Anthony E. Wiskin i, Stephan C. Bischoff

مهدي عبدالرسول احمد الصحاف

خريج كليه الطب في جامعة الخليج العربي في البحرين ,البورد السعودي في الطب الباطني ,الزماله السعوديه للجهاز الهضمي للكبار ,مكان العمل: مستشفى العدان في الكويت

    مشاركة:

    Facebook
    Twitter
    WhatsApp

    مقالات أخرى

    شاركنا برسالة

    أشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

    Subscription Form